الجيش اللبناني يتسلّم دفعة جديدة من أسلحة المخيمات الفلسطينية في الجنوب
الجيش اللبناني يتسلّم دفعة جديدة من أسلحة المخيمات الفلسطينية في الجنوب
تسلّم الجيش اللبناني، اليوم الخميس، دفعة جديدة من الأسلحة العائدة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات جنوب لبنان، في إطار المرحلة الثانية من خطة نزع السلاح التي أطلقتها الحكومة اللبنانية منتصف الشهر الجاري.
وأعلنت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني في بيان وزّعه مكتب رئيس الوزراء، أن العملية شملت "ثماني شاحنات محمّلة بالأسلحة: ستّ شاحنات من مخيم الرشيدية، واحدة من مخيم البص، وأخرى من مخيم البرج الشمالي"، مؤكدة أن جميعها وضِعت في عهدة الجيش اللبناني داخل ثكناته.
وفي ثكنة للجيش بمدينة صور، رصد مصوّر وكالة فرانس برس سبع شاحنات محمّلة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، قبل إدخالها إلى مخازن الجيش.
وأوضح البيان أن "المراحل الباقية ستستكمل في بقية المخيمات الفلسطينية وفق الخطة المتفق عليها"، في خطوة اعتبرتها أوساط رسمية "محورية في تعزيز سيادة الدولة وتثبيت الأمن الداخلي".
الموقف الفلسطيني
من جهته، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن "الجهات الفلسطينية المختصة في لبنان سلّمت الدفعة الثانية من سلاح منظمة التحرير للجيش اللبناني".
وأشار إلى أن الخطوة جاءت "بناءً على البيان المشترك الذي صدر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، خلال زيارة عباس إلى بيروت في مايو الماضي".
وأكد أبو ردينة أن السلطة الفلسطينية "تدعم أي إجراء يضمن أمن المخيمات واستقرار لبنان"، معتبراً عملية التسليم "رسالة سياسية واضحة على التمسك بالشراكة اللبنانية–الفلسطينية".
سلاح الفصائل الفلسطينية
يُعدّ سلاح الفصائل الفلسطينية أحد أبرز الملفات الحساسة في لبنان منذ عقود، فقد لعب دورًا محوريًا في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وظلّ محل خلاف بين الدولة اللبنانية والفصائل.
وبموجب تفاهمات غير مكتوبة، ظلّت الفصائل الفلسطينية تتولى إدارة الأمن داخل المخيمات، فيما يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها بشكل مباشر.
لكن التطورات الأمنية الأخيرة، خصوصًا مشاركة بعض الفصائل مثل حركة حماس في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، وما تبعها من ضربات إسرائيلية متكررة، أعادت ملف السلاح الفلسطيني إلى واجهة النقاش الداخلي والإقليمي.
خطة نزع السلاح
وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت في الخامس من أغسطس الجاري الجيش اللبناني بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله وبقية التنظيمات غير الشرعية قبل نهاية العام، في أعقاب الخسائر الكبيرة التي مُني بها الحزب في الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وبدأت المرحلة الأولى من الخطة في 21 أغسطس، حين تسلّم الجيش أسلحة من مخيم برج البراجنة في بيروت، لتتواصل العملية اليوم في جنوب لبنان عبر استلام دفعات جديدة من ثلاثة مخيمات رئيسية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس محاولة جدية من الدولة اللبنانية لاستعادة السيطرة على ملف السلاح غير الشرعي، لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات كبيرة نظرًا لتعقيد العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وتباين مواقفها، خصوصًا أن السلطة الفلسطينية لا تملك القرار على جميع الفصائل المسلحة في لبنان، وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.